الجسم المثالي

منقول من مكتوب
نحن شعوب كسولة تحسب الخطوة بين المطبخ وغرفة الجلوس لإحضار كأس من الماء. نحن كسولون بفعل الظروف فهي لا تتيح لنا أوقات فراغ وأمكنة واسعة وأرصفة عريضة نمارس فوقها رياضة
المشي لإذابة الشحوم. أحد الأقرباء توقف عن المشي لأنه يتفادى الدهس كل مرة يخرج فيها إلى الشارع للتريض.

أحزن ضمنيا لكل من يضطر إلى حمية غذائية صارمة، فما تلبث تلحظ الكآبة التي تغطي وجهه. هذا طبيعي فالطعام بهجة والحرمان منه يعني غياب متعة مادية حسية تسبب سعادة لحظية. كل ذلك سعيا نحو فكرة الجسد المثالي.

ما هو الجسد المثالي؟ إذا أردنا جوابا عمليا هو نسبة الوزن إلى الطول. إذا أردنا جوابا نظريا فالرشاقة هي التي يصورها إعلام الميوعة ويروج لها وهي لا تعدو كونها مجموعة عظام تتمايل وتصطك داخل أغنية سخيفة، الخبر الجيد أن نصف العدد من الفضائيات التي تبث حاليا مهددة بالسقوط بحسب التوقعات الإعلامية.

المهم، انس الرجيم وفكر بعادات غذائية سليمة، فوصفات الريجيم، إن سلمنا بتأكيدات أطباء من الجمعية الأمريكية لطب النفس، تنغص المزاج وتؤدي إلى تراجع القدرات العقلية!.

الريجيم أكذوبة كبيرة وتأكيدات كثيرة من مختصين تفيد بفشل فكرة الحمية الغذائية من أساسها، لأن السمنة لا تتعلق بالأكل فقط إنما العوامل الوراثية والبيئة المحيطة. غير أن خمسة عشر شخصا فقط من أصل مئة في تقرير أعدته مجلة فوربس، اتبعوا الحميات الغذائية، استطاعوا الاحتفاظ بأوزانهم وعاداتهم الغذائية الجديدة.

في حديث ودي مع بعض الصديقات اللواتي أصابهن اليأس من الحميات الغذائية وجدتني أعرض النموذج الفرعوني علهن يقنعن أنها مشكلة ممتدة منذ الأزل، إذ أن الفراعنة ما اهتدوا إلى طريق أفضل لسد منافسهم عن الأكل سوى أن يأتوا في جميع ولائمهم بجثمان ميت يمددونه فوق مائدة الطعام ليتذكروا أن الدنيا فانية مهما ازدردت من أطايب !.

منظمة الصحة العالمية تقول إن واحدا من كل ثلاثة بالغين في العالم سمين، وإن واحدا من عشرة يعاني من سمنة مفرطة وهو عدد مرشح للارتفاع، الملفت أن التقرير يشير للبلاد العربية في مقدمة مؤشر السمنة قبل كثير من البلاد الغربية وقبل اسرائيل، وفي ذلك يتندر البعض أننا تفوقنا على اسرائيل أخيرا، وإن كان بالسمنة.

لا يعبأ كثيرون بأخطار السمنة.. منهم متخمون لا يفتحون أفواههم إلا للأكل، أو للكذب

توبك رئع
ونتمنى المذيد
من الموضوعات المتميزه